العتّال
كنتُ أبحثُ بعيداً، بعيداً جداً عندما كُنت بقربي، ولا أعرف ما سأدرك بعد من حقائق، فقد استسلمت مؤخرا للأشياء التي لن أعرفها، وحاولت كم حاولت أن أكتب قصيدة، عن الدموع الكسيرة، وعن الأشياء التي نبحث…
لا أشياء تجمعُني بك، سوى رجفة الصدر كُلما خطرت على البال، وبعض السنين.. لا أشياء بقِيَت في مخيلي عنك، سوى وجهُك الذي يقفز لي كلما نظرتُ إلى المرآة وعيناك المطبوعتان في السماء وصوتُك الذي يناديني…
لن تعودَ غريباً كما بدأت، ولا صديقاً كما كُنت، حقائقي هي تلك التي أدركتُها من خلالك، وجميع مبادئي هي التي وضعتها عليك ولأجلك، أنا نُسختك في هذا الطرف الآخر من العالم. وأنت بكُلّ ما أعرفه…
من يُخبر الطير الشريدَ المُنحنى، أنّى الطريقُ ومن سيأتي من هُنا، تاهت دروبُ السائرينَ إلى الغيابْ وانثنى، جسدٌ من الأيّام أتعبهُ الذهابْ.. من يُخبر الطيرَ إذا قيلَ لنا أنّا ذهبنا ولم نُغادر من هنا! قالوا…
بعيداً هناك وقفتُ مع الآخرين وحيدا وكُنتَ القريبَ وكُنتَ البعيدا.. وكُنتَ انتظارَ الملاك يبعثُ حولي هُناك روائح دُنيا هواك.. بعيداً وجدتُ رسائل حُبّي على باب دارك وجدتُ احتمال انتصاري على انتصارك وضعتُ القصيدة على كل…
واقفاً أمام صورةٍ لي سأكونها بعد قليل, كدمُات وجهك المصفوفة بعناية, شفتُك المُنتفخة, وشعركُ المبلولُ بالدّماء, كُلُّ تفاصيل جسدك المنحوت بالأبيض, وككُلّ الشهداء, لم أركَ أجملَ من هذا اليوم. أذكُرك بأقدمِ ما يمكنُ للذاكرة أن…
كيف لجمالك ألاّ يعنيني؟ أن أتجاهله, وأن أتسامح مع تجاهلي له, كيف لشخصٍ رأى جمالكِ أن يعيش بقيّة العمر بعيداً عنك؟ كيف لشخصِ بجمال عينيكِ أن يكون موجوداً حقاً! كيفَ لتجاهلكِ لي أن أتجاهله؟ أنا…
عن اللّيل، عن السّهر وهمومي التي لا تُعد، عن برد المساء ودفء يديكِ، عن الوداع واللقاء، عن نسيانكِ وحُبّي، أكتُب.. عن غيابكِ وامتثالي للجُرحِ كلما لاحظتُه، عن ذلك الشيئ البطيء الذي يسرق جسمي، عن السّقم…
لم يكن غريباً لكنّه لم يذكر اسمَهُ لم يُعبهُ إلاّ صمتُه حدّثتُهُ، رفعتُ رأسه الّذي نامَ ولم ينم.. ودمائُهُ بعدُ ما جفّت وفي جبينه ألم كانت الرصاصة وكان هو الشمس! أسقطوا الشمس من السماء أسقطوها…
لم أكن عاقلاً كي أُوقفَ المُستحيلْ, ولا سائلاً.. من أضاء النجومَ بليلِ الرّحيلْ, تنهّدتُ حين استفاقت خُطاكْ وأسرعتُ قبلك ذاك السبيلْ, لم أكن عاقلاً كي أقول القليلْ .. كُنتَ, كما كُنتَ دوماً رزينا, وكُنتُ اختيالَ…
دُلّ الهوانَ إلى طريقي, أيُّها القلبُ المُعنّى كم مشيتُ إلى جواركَ واحداً وأنا المُثنّى كم حلمتُ بأن أراكَ وأن تراني بلا ظلام بلا عبور الشَّوقِ في الأسلاكْ وبلا سؤالكَ, مالّذي أعماكْ؟ دُلّ الهوانَ إلى المُكنّى…
اسمعيني قليلاً، أنا معجبٌ بك، لا تسأليني لماذا ؟ لأن لا علم لي بالأمور الغيبية، ولا اطلاع لي على علوم الجوارح و العواطف البشرية، كان آخر كتابٍ قرأته عن العواطف البشرية، حيونة الإنسان. ولا علمَ…
يا رفيق الدّرب لم نُضع الطريق في ظلِّ سُنبلةٍ مكثنا.. احتمينا بالحصاد من الحريق! واحترقنا .. واقتربنا من كمال الفصل بين حكايتين لم يعرف الحبُّ بدايتها ولا الثوراتُ تدركُنا نهايتها وأتانا الموتُ , أوقفناهُ بين…
اليأس بانتظارنا دائماً، متى ما طلبتُهُ وجدتهُ خلف الباب منتظراً عدم مجيئك، ليدخل هوَ، هو دائماً ذلك الرجل الأنيق الذي يقتحمُ الغرفة ليسكُبَ لي كأس شايٍ بارد، لا خيارات كثيرة في حضرة غيابك. كلُّ الأبواب…
لم يحصل طوال مشاركة المنتخب السوري ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم، أن ظهرت أي مقولة من أي موالي للنظام السوري، مهما كان وزنه أو مكانه، تطالب المعارضين بعدم تشجيع المنتخب، فالمنتخب كان دائماً إحدى الأوراق…
قبل مئتي عام , وفي أيام مشابهة لتاريخ كتابة هذا النص، كتب جوته قصيدته الأكثر استشراقاً وهروباً من ألمانيا الاتحادية، بدء جوته ديوانه بقصيدة ” هجرة ” التي عنونها بأحرف عربيّة، هجرة جوته من الحروب…
يجمعني الضدُّ , حبّي ونسيانُها المُنتهى , ذكراها كم كان للكحلِ عينِ , ونسياني ما لونُه المُشتهى , يجمعُني الضدُّ كُرهي وحُبّي لها .
سمعوا صوتاً آتٍ من باصٍ آخر ” إنّها تلدُ الآن مُهجّر ما للأنثى ألم تتحمل؟ ” صاحت أُخرى: ” حتى نهاية هذا المعبر ” سيكبُرُ هذا الكائنُ طفلاً ثُمّ سيُخبر أنّه جاء بغير مخاض وأمام…
كان أسهل علينا , بعد ست سنين أن نقول أننا على الحياد , وأن نساوي بين المجرم والضحية كي نبرر لأنفسنا هجرتنا البعيدة , وأن نقول أن الطرفان قاتلان , وأن نساوي بين إرهاب النظام…
وأعجزُ من امتناني إليك كيف السبيلُ لوصفي لديك لستَ الصديقَ ولست الحبيب ولست الذي قد أراهُ الغريب ولستَ القريبَ البعيدَ، ولستَ صغيراً فأحلُم في ساعديك كيف السبيلُ لوصفي لديك! – بأيّ فضاءٍ ضربت بروحي وأي…
ضحيّة الخروج الكبير – 14.12.2016 أمام مسؤولية تاريخية أمام الله ثم أمام الثورة، حمل الجميع بنادقهم في حلب المُحاصرة، لم يَعُد هناك معنى للطبابة أو الكتابة أو رفع الأنقاض، ولم يعد من معنى لتفوق الذكورة…
في رائعته ” المسخ ” والتي حملت بشكل أو بآخر جزءاً من هويته، يستعرض فرانس كافكا أحد روّاد الأدب الألماني قصة غريجور سامسا الذي يستيقظ ذات صباح ليجد نفسه قد تحول لحشرة. أردا غريجور أن…
عن الأشخاص الذين لا نعرفهم، الذين يسرقون من وقتنا ما شاؤوا بلا استئذان، دون أدنى خوف أو قلق، عن الأشخاص الذين يخطرون بين اللحظة واللحظة، والذين تُصادف وجوههم فجأة في لحظات انتظارك الطويلة، أنلقاهم غداً…
عرفناها قبل أن تكونَ ثورة! ننتمي إليها انتماء الأغصان للجذع الأم، فضلها علينا كفضل يُوسفَ على أخوته، واحتمالنا لها كاحتمال الصباح بعد ليلٍ حالك . هي الثورة التي حُرمنا منها قدراً لا هرباً، وانتظاراً لا…
لم أعرف يوماً، أنّ حياتكِ صارت حلوة! بدوني، وأنّ الحظّ تقدّم كنتُ أظنُّ بأن الحبّ كما السجناء يظلُّ بخلوة وأنّ الصبر إلى ما شاء وأن الشوقَ إذا ما رفّت عينُ أحدنا، رقّ كهفوة! كنتُ أظنّ…
ودّع الـــصبــرَ مُحــبٌّ ودّعــكْ جالَ في تلك القُرى إذ شيّعكْ حــار في الدُّنيا كأن لم يكــن سـاعةً بالقرب حينَ أسمَعَكْ كيفَ دقَّ القـلـبُ حينــاً واكتفـى كيفَ سالَ الدّمعُ يسقي أذرُعَكْ تطلــبُ الشّوكَ كذا الشّوكُ نما…