لن تعودَ غريباً كما بدأت، ولا صديقاً كما كُنت، حقائقي هي تلك التي أدركتُها من خلالك، وجميع مبادئي هي التي وضعتها عليك ولأجلك، أنا نُسختك في هذا الطرف الآخر من العالم.
وأنت بكُلّ ما أعرفه عنك، معياري الخالص وسط كل هذا الجنون، أنت النقاء الخالص الذي لا يشوبُه ألم الانتظار، واللقاء الوحيد المُنتظرْ في جميع سرديّات الأهداف، كم هو قاسٍ كُلّ الحنين الذي لا ينتهي إلى لقاءٍ يجعل منك في نظري إنساناً عادياً..
ومتى ما جلستُ أمامك، ورأيتُ كل التجليّات التي أردتُها في عينيك، سأكون قد حققتُ مسعايَ الأخير في هذه الحياة، وحتى حينه لن يخذلني شيئ، ولن تخذلني أنت، ومهما فعلَ بك الخذلان، ونخرت بكَ سنواتُ الشتات، فإن سعيي إليكَ هو شمعة النفق الأخيرة، أحذرُ أنفاسي أن تُطفِأها.
وأنتَ بَوصلتي الخالية إلا من اتجاهك، وأنت نجمةُ الشّمال الوحيدة، واسطرلابي الذي أحرقتهُ الشُّهب، مضيتُ في طريقك عكس الاتجاه، مليئَ الخيبات، ومهما كان في رحلتي إليك، فإنها أجملُ ما عانيت، وعيناكَ أزرقُ ما رأيت، والنرجيلةُ في أٌذني أسمعُها، وأهديتُ نفسي يوماً وردة، هل تَفهمُني؟
وإن كانت أخباري لا تسرُّك، وخياراتي لا تعنيك، فإن دموعي عليك قد سبقت غضبك، وأسفي قد سبقَ لومك، والأيامُ محطّات، والحياة كُلها ليست إلا مرحلة، وأنا نُستختك، وأنت الأصلُ في كل شيئ..