اسمعيني قليلاً، أنا معجبٌ بك، لا تسأليني لماذا ؟ لأن لا علم لي بالأمور الغيبية، ولا اطلاع لي على علوم الجوارح و العواطف البشرية، كان آخر كتابٍ قرأته عن العواطف البشرية، حيونة الإنسان.
ولا علمَ لي أيضاً لماذا يصيرُ الإعجاب ويتخطّاه، ولماذا يصيرُ الكلام أقرب للمستحيل، في حضرتكِ في حضرةِ الجمال المُتقن، حتّى الأنفاس تغدو مُستحيلة.
ثم إنني لا أتلعثم، أكتب إليكِ لأنّي لا أتلعثم! ما حدثَ أنّ جلوسنا على نفس الطاولة كان الأول لي منذُ عدّة سنين، أنا جديدٌ كُلّياً على رفاه المقاهي والطاولات المربّعة.
أرجوكِ! شعري الأجعد الّذي أحاركِ هو جزءٌ من شخصيّتي، هناك من يدفعُ الكثير ليكون له شعرٌ أجعد، والحذاء الأسود الضخم، ألبس الأحذية التي تجعلني منتصباً، أحبُّ أن أدقُّ الأرضَ بهدوءِ من يعرفون حقّها، وحقّها علينا أن نمشي فوقها منتصبين.
ولم أكن على اطلاع أن فنجان القهوة سيكون على رشفتين، كم هم بُخلاء! في المنزل أُعدُّ القهوة على أكبر كوبٍ لدي، وربّما رجفت رجلي لأنّ جسمي لم يكتفِ من الكافيين، وكم خجلت أن أطلب فنجاناً آخر، كنتُ أحسبُ أنّهُ خارج حدود البريستيج.
ولستُ باهتاً كألوان ملابسي! وليسَ في البُهتان ما يعيب، ظننتُ أنني أبدو بدرجات الأزرق أكثر أناقة، القصة أنّي أردتُ أن أبدو عاديّاً، لا مكترثاً بكل تلك الفوضى.
ولستُ أحبُّ الصمت، ولستُ أطيقُه، أردتُ فقط أن أسمعكِ، كان ذلك أجدى للإعجاب، وأميزَ لاختيالك، كنتُ أراقبُ ميلان رأسك على كتفكِ الأيسر، كأنّك كنتُ تصغين لشيطانه يهمس إليكِ، إغوه باصطناع البساطة.
هل كانت تلك البساطة مصطنعة، أم أنّها عجينةٌ غريبةٌ لا تعرفينها ؟ في كلامكِ بساطة لا أستطيع تمييزها، والواقع أنّي حائرٌ في احتمالين، هل أردتِ اظهار عكس بساطتك فطغت عليك بمظهرٍ غريب؟ أم أنّك مُحتالة؟
أنا معجبٌ بك، وتائهٌ فيكِ أيضاً، عن احتمال لقائنا كتبتُ عشرات الرسائل، وهذه أجداها للنشر، إن كان من داعٍ لأخذ العلم..