دُلّ الهوانَ إلى طريقي,
أيُّها القلبُ المُعنّى
كم مشيتُ إلى جواركَ
واحداً وأنا المُثنّى
كم حلمتُ بأن أراكَ وأن تراني بلا ظلام
بلا عبور الشَّوقِ في الأسلاكْ
وبلا سؤالكَ, مالّذي أعماكْ؟
دُلّ الهوانَ إلى المُكنّى
صاحبَ القلب المُعنّى
أعماهُ هواك.
دُلّ الهوانَ إلى طريقي,
ضاع في السرّ هواني ..
واغرس الراياتِ بيضاً
واحمل الأقداح عيداً
انا قد خسرتُ الحربَ والسّيفَ اليماني
وتَكسّرت فوق الرّماحِ الحُمر
كلُّ بيادقي ..
واستلمت تحت الرّماحِ الحُمر
كُلّ خنادقي ..
أنا قد خسرتُ حصاركِ الماضي
ولم أصعد على أسوار قلعتِكِ
ولم أنزل حصاني ..
أنا يا حبيبة كُل أيامي شريدٌ
لستُ أشفى من زيارتك القريبة
لستُ أحملُ إلا أشواقي
وأحلامي غداً أني سألقاكِ
أنا يا حبيبة كُل أقلامي السليبة
فيكِ أُذبحُ في سلام,
ولستِ في عيدٍ ..
وليس الله يقبلُ أيّ قُربانٍ …
وليس الله يَشفي كُل أمراضي العجيبة!
كم صاح تحتَ حصاركِ الموسومِ بالعِدوانِ
كم صاح الرّفاق,
نحنُ الفداءُ,
واحتمالُ الجُرحِ, لكن!
هل نموتُ على وفاقْ؟
هل نعيدُ الروحَ في أجسادِ قتلانا؟
يا غارةَ الحُب ويا ثاراتِ لُقيانا
ويا أحلام من سلكوا الهوانَ إلى اليقين..
سنقولُ أنّا لم نكن يوماً جُناةً, أو غزاةً,
أو حماةً فاتحين…
سنقولُ قد كُنّا, كما كُنّا,
مجرد عاشقين..
دُلّ الهوانَ إلى طريقي واليقين
واحتمل ما شئتَ حُبّاً
والكثيرَ من الأنين.