كنتُ أبحثُ بعيداً، بعيداً جداً عندما كُنت بقربي، ولا أعرف ما سأدرك بعد من حقائق، فقد استسلمت مؤخرا للأشياء التي لن أعرفها، وحاولت كم حاولت أن أكتب قصيدة، عن الدموع الكسيرة، وعن الأشياء التي نبحث عنها بعيداً، وعني وعنك، ولكني عاجز، كيف انقطعت كل الدروب إليك؟ هل تدرك كل هذا الألم؟ أن أراك مواظباً على قراءة هذه السطور، أعرف أنك تقرأها، أعرف أنك بذلك تخط لي رسالة خالية من الحروف، أنت هنا، ولكني لا أعرف شيئاً عنك..
ولا أجدك، أنت هنا ولكني لا أجدك، ولو حصلت على فرصة وحيدة للحديث معك، لسألتُك عني لا عنك، لأني متعب حقا، لأنني فقدت الكثير من المعاني حين فقدتك، وأنا أحاول أن أجمعها مجدداً، وأن أتوازن، وكنت قد ظننت أنني قد ورثت عنك التفكير الكثير، ولكن هذا الكثير جعل مني عتّالاً، أن أنقل كل عرفته عنك إلى مكان أكثر أمناً، وهذا والله لعمل متعب، ولكن وفي الليالي الهادئة وعندما أسمع ضحكاتك الخافتة، وكلماتك التي لم تقلها، وكل الرسائل الضائعة بيني وبينك، أشعر بوجودك، فأستمر إلى أن يشاء الله..
أنا هنا مجدداً، وخلفي كل الشهور التي انقطعتُ بها عن الكتابة لك، وكل المساحات الخالية التي تركتَها في غيابك، وحتى حين طويل سأظلُّ كما عرفتني، أحاول أن أفهم..