أنا مُتعبٌ جداً, شيئ ما في داخلي عليّ مواساته كُلّ دقيقة, وإجبارهُ على النسيان كُلّ مساء, كم كانت جميلة لحظاتُ القهر اليومي وبروتوكولات الفراق الأخيرة, أمام مرارة الوحدة وإذلال النسيان.
أنا على أطلال حربك الخاسرة تنهشني الذكريات, كُنتُ أظنُّ أني سأنساك يوم قررتُ الخسارة, كُنت أحسبُ أنّي سأجد حُباً جديداً بعد حين, وأنّك لن تكوني أكثر من مجرد ذكريات قد لا أذكرها, وقد أضحكُ في حالِ عبرت صُدفةً في مخيلتي المليئة بالتجارب الجديدة, كُنت أظنُّ أنّك ستقبلين خسارتي بامتنان, وأني سأُطلقُ قلبي مجدداً لحُبٍّ جديد, ولكن لا شيئ من هذا قد حدث.
أُقنعُ نفسي أنّي أمام مرحلة جديدة, أنّ رحيلك هو أمر طبيعي, وأن الحياة ستستمر ببساطة إذا تجاهلتُك, هناك مئات التجارب المحيطة التي انتهت بها قصص الحب بالفشل وبالكراهية, لماذا لم تكن قصّتنا إحداها, لماذا بقي حُبنا كندبةٍ تأبى الرحيل, وكقهرٍ لا يشبعُ من آلامنا.
قبلكِ كانت الحياة أسهل, كان على مُخيّلتي اختراعُ حبيبة لأكتب عنها, كان سهلاً أن أنتقي بطلة رواية آنيّة وقعت بين يدي, قبلك كانت الكلمات موجودة, ما أصعب الكتابة عن الحُبّ حين نعرفه, ما أسهل مراجعة آلام المعرّي أمام مراجعة صادقة لآلامي.
المُضحك, في كُلّ هذا اللافهم, أنّي اخترعتُ لقاءاً ما, في مكانٍ ما, وحاولت كم حاولت أن أكتب عنه, تمنّيتُ أن يكون لي حبيبة جديدة لها شعرٌ مجعّد, تحبُّ ما أحبُّ من شتات المُدن وأنماط الشعر, تمنّيتُ لو استطعت أن أكتب عنها سطراً, سطراً واحداً فقط, دون أن تقفزي إلى كُلّ حرف ودون أن تدوّني عنّي وعنها آلام وحدتنا.
لماذا ما يزال حُبّك راسخاً في مخيّلتي, لماذا ما زلتِ أنت الحبيبة الوحيدة, والتي لها فقط أكتبُ الحقيقة والخيال, ولماذا أكتبُ أصلاً هذا الاعتراف.