عن اللّيل، عن السّهر وهمومي التي لا تُعد، عن برد المساء ودفء يديكِ، عن الوداع واللقاء، عن نسيانكِ وحُبّي، أكتُب..
عن غيابكِ وامتثالي للجُرحِ كلما لاحظتُه، عن ذلك الشيئ البطيء الذي يسرق جسمي، عن السّقم والسّهد ومناجاة الحق، عن اليدين المرفوعتين في جوف الليل، عن دعائي لك.
عنكِ وعنّي، عن الاسباب التي لا أذكرُها، عن آلاف المتاريس التي نصبتها الأيام، عن نظراتِ الأهل وعبوس الأحلام، عن الحب والحرب، عن رحيلي وافلاتي لك، وعن حُبّي لك.
عنكِ وعنّي، عن مودّة العمر و الانتظار، عن أبجد و نزولك أمامي كُلّما تنفست، عن زفيري لما شئتِ من النساء، عن هوائي الذي أحرسُه من ملامسة الأشياء، عن قِدم الأرواح التي تقابلت، عن الخلق والخلود، عن احتسابي امتلاكك يوم الحساب، و عن رجائي امتلاكك غدا.
عن صعوبة الكلمات ورجاحة الأفعال، عن صمتي وعن امتلاكك لمقاصدِ الكلام، عن التنازلات و المزاودات، عن ضيق أنفسنا بما تكتسيه الأجسام، عن صبرك أمام هواني، وعن هواني أمام ابتعادك، عن لهفتي إليك، وعن افتتاني بك.
عن الشِّرك الذي أتجنّبُه، والعذاب الذي أعيشُه، عن فتنة الدّجال الصغرى أمامَ فتنتي، عن مخافتي للحق يوم ألقاك، عن أُحجيتي المستحيلة وعن كبريائي المتذمّر.
عن شتاتي وعن ما شئتِ من كلماتِ الرّجاء، وعن ما شئتِ من آياتِ اللقاء، عنكِ وعنّي وعن رجائي الأخير، أكتبُ..
أنا ما صمتُ عنه لا ما قلتُه، أنا ما بقيَ في المسودّات لا ما كتبتُه، أنا بضياعي الكامل ما تقرأينه الآن.