قِفِي يا أُختُ أسألُكِ اليقينا
أَهُجِّرنا وصِرنا مُهاجرينا
ودارُ الأهلِ هل كانت سراباً
حُطامُهُ فوقَ أهلِهِ ساكنينا
وذاك الطفلُ حقاً أم خيالاً
بلا كفنٍ نراهُ مُودّعينا
وهل يومٌ نعودُ وأنتِ بَسْمَى
أمِ الأقدارُ تمنعُنا سنينا
قِفِي أُختاهُ أُثقِلنا حنيناً
وضاقتْ بالحناجرِ مُتعَبينا
تَعالَ أُخيَّ قد أوقدنا ناراً
تقينا من الصَّقيعِ وتشتهينا
وهاكَ الخبزَ كُلْ منهُ وسَمِّ
بحمدِ اللهِ كُنّا شاكرينا
وإنّا إذ نعيشُ فليس همٌّ
وراحتُنا لقاءُ الراحلينا
وإنّا مُهاجرونَ بغير أرضٍ
وأرضُ اللهِ نملكُها يمينا
غداً سنعودُ والأيامُ حُبلى
كما عُدنا بمكّةَ فاتحينا
كَفى أُختاهُ لا النارُ تقينا
ولا خُبزُ الشتاءِ غدا ثمينا
وأرضُ اللهِ نُورثُها ولسنا
نُبدّلُ ما ملكنا لو عُلينا
وليس العيشُ أن حابانا موتٌ
وبعضُ الموتِ أجملُ ما حيينا
ولسنا في زمانٍ فيهِ فتحٌ
ويومُ الفتحِ لم نَخُنِ الأمينا
كَفى أُختاهُ بالحقِّ اسألينا
وهاتِي من الجنونِ وخبّرينا
تعالَ أُخيَّ، لا تَشْكُ جراحاً
ولا تَزِدِ الدماءَ مُخضَّبينا
ولا تَرْدَحْ، وقد أنّبتَ أُمّاً
“مالكِ يا سكينةُ تَرْدَحينَ”
ولا تَدمَعْ، وإن كانت دموعٌ
تُزيحُ الهمَّ أو تُشفي الحزينا
وخَلِّ الدّمعَ، لا تَرفعْ لشاقٍ
عِصابةَ عينهِ فيزيدُ لينا
وشُدَّ على يديكَ نشيدَ أُمّي
رضيتُ عليكَ لا تكنِ السجينا