من يُخبر الطير الشريدَ المُنحنى،
أنّى الطريقُ ومن سيأتي من هُنا،
تاهت دروبُ السائرينَ إلى الغيابْ
وانثنى،
جسدٌ من الأيّام أتعبهُ الذهابْ..
من يُخبر الطيرَ إذا قيلَ لنا
أنّا ذهبنا ولم نُغادر من هنا!
قالوا بأنّ الورد تسقيه دماءُ الراسخين
قالو بأنّ الوردَ خلطُ دمٍ وصلصالٍ وطين،
جسدٌ على الألواحِ مُمتدٌ يُنادي ها أنا،
سلّمتُ للتالينَ باب الدار والكرمَ الحزين،
ها أنا البدويُّ والفلاّحُ وابنُ الأرضِ
قد نادى المنادي
أجملُ الرّاحات كفّايَ
على طرفِ الزِّنادِ
ها أنا المطعونُ تحت الأرض أعلى من سماءْ!
قد وجدتُ الوعد حقاً،
هل وجدتَ, يا رفيقُ،سوى البُكاءْ؟
سلّمتُ للتالينَ أسماء المعاني وانصرفتُ
قد عرفتُ المعنى من شقّ العناءْ
واستلفتُ قُبلة الأُّم،
وراحة كفّها في جُعبتي،
تحنو عليّ على متاريس الشتاءْ..
سلّمت للكلمات أحرُفها،
وأسطُرَها..
وأسماءَ الذين تناقلوا اسمي لحبّات المطرْ،
ووضعتُ فوق الريح دفتر ذكرياتْ..
هل تُنقلُ الأحلامُ كالنيران في وَهَج الشّجرْ؟
وهل الشّتات، يبقى شتاتْ؟
من يخبرُ الطّيرَ إن جفّت دمُاء الراحلين،
أنّ الرّبيع أتى ولم يأتِ ليومٍ أو لحينْ..